أقلام

لا تصنع النجاح لكن، ترسم لك الخارطة

لا تثق بنفسك، إن أردت النجاح

في هذا الموضوع:

  • مدى فائدة الكتب الغربية المعربة في الإدارة وتطوير الذات.
  • هل ستحتفظ بثقتك بنفسك بعد هذه الأسئلة؟
  • معلومات عن قدرات الذاكرة والقلب عند الإنسان
  • أسباب عدم بروز قدراتنا عند الحاجة إليها.

#أمطرتنا مكتباتنا شرقا وغربا بكتب غربية معربة، من أكثر المبيعات طبعا، موضوعها التنمية البشرية وفن القيادة وأساليب الإلقاء والتسويق والإقناع والمذاكرة وغيرها، فقد وضعوا لكل فن مناهج بشرية وقوانين وضعية تصيب تارة وتخطئ أخرى، بعضها يوافق الحق وهذا البعض لا نبخسه حقه بل نثني عليه وندعو إلى قراءته واتباع أحسنه، لكن هناك أمور أخرى جانبت الصواب بوجه أو بآخر.

#كلما تصفحنا كتابا من هذه الكتب نجد حثا على الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات وتفجير الطاقة الكامنة، وعند قراءتنا لها نفتحها من الصفحة الاولى مع اليقين الكامل أنها الحل لجميع مشاكلنا، فبعد إنهاء الكتاب نبدأ في ملاحظة تغيرات حقيقية في حياتنا، وحتما نؤمن ان ثقتنا بأنفسنا هي المحرك الذي يمدها بالطاقة للتغيير.

حسنا لنبدأ في تغيير هذه الصورة، إلى أي حد تثق بنفسك؟ إلى أي حد تثق بقدراتك؟ إلى أي حد تؤمن أنك قادر على إنجاز أي شيء يستطيع غيرك إنجازه؟

أظن أن إجاباتك عن هذه الأسئلة لن تكون واضحة، لكن لكي أساعدك في تشكيل الصورة عن مدى هذه الثقة، سأطرح بعض الأسئلة:

  • بدنيا: هل تستطيع تحمل بتر ساقك أو ذراعك دون أن تحس بذلك وبدون إستخدام أي عقار طبي أو مسكن ألم؟
  • عقليا: كم تحفظ من الصفحة إذا قرأتها مرة واحدة؟ هل لديك القدرة على حفظها كاملة؟ هل يحتفظ عقلك بأي رقم تسمعه؟
  • زمنيا: كم مرة تستطيع ختم القرآن في اليوم؟ هل بإمكانك ختمه مرتين؟ كم تسبيحة تستطيع أن تسبح في الدقيقة؟

قدرات طبيعية:

#لقد أعطاك الله عز وجل قدرات هائلة، أعطاك عقلا وقلبا يتمتعان بخصائص مذهلة. عدد الخلايا العصبية في الدماغ يفوق 12 مليار خلية، ويصل إلى 14 مليار خلية لدى البعض. ويتكون المخ أيضا من خلايا صغيرة تسمى الواحدة منها نيورون، يصل عددها إلى 10 آلاف مليون، منظمة بدقة متناهية وتحدث ارتباطات وتفاعلات فيما بينها، وأكد بعض العلماء أن هناك ترابطا بين نسبة الذكاء وقدرات الذاكرة وبين هذه الإرتباطات بي النيورونات، ومن المثبت أيضا أن الانسان قادر على معالجة ما يصل الى 30 مليار معلومة في كل ثانية، وتسريب الأوامر العصبية في كافة الجسم في نانو ثانية، وذلك لأن جسم الإنسان يحتوي على 28 مليار خلية عصبية، كما يمكن للإنسان بما يمتلكه من إمكانيات عقلية أن يختزن في ذاكرته 125 مليار معلومة.

#بالإضافة إلى هذا النظام المعقد الذي يسمى العقل، هناك شيء آخر يطلق عليه “القلب” هذا الشيء يضخ في كل دقيقة حوالي 5 لترات من الدم، وذلك بنبضات عددها يبلغ قرابة 70 نبضة في الدقيقة، بما مجموعه في اليوم 7200 لتر. عند كل عطاس يتوقف قلب الإنسان لثوان معدودة، ثم يعاود النبض بقدرة قادر.

لماذا لا تبرز هذه القدرات عند حاجتنا إليها:

كان الإمام إبن إدريس الشافعي رحمه الله يقرأ الصفحة فيحفظها عن ظهر قلب، بل ويضع يديه على الصفحة المقابلة لكي لا يتداخل محتواها في عقله مع محتوى سابقتها، فكم عدد الترابطات بين النيورونات التي ذكرناها عن الشافعي، لتتمتع ذاكرته بهذه القدرة؟

#ويروى عن الأئمة العظام والشافعي منهم أنهم كانوا يختمون القرآن مرة كل يوم، وفي رمضان يختمونه مرتين، بل ومنهم من كان يصلي بالقرآن كاملا في الليلة الواحدة في الأيام العادية.

#هؤلاء كانوا يعلمون جيدا أن أنفسهم مهما انتهت إليه من كمال بشري ومها زودت به من خلايا ونيورونات وعضلات وأجهزة صوتية وعصبية.. فهي قاصرة عن إدراك حدود معينة إلا إذا وافقت توكلا كاملا على خالق هذه القدرات، يثقون بمن هو كامل في صفاته عز وجل وقدرته فوق كل شيء لا ينقص من خزائنه العطاء ولا يعجز عن شيء..

#لم يكن للشافعي رحمه الله عنه شيء آخر غير العقل الذي خلقه الله لكل الناس، ولكن كان له قلب ملؤه الإيمان والثقة بالله عز وجل… ولذلك لما شكا إلى أستاذه وكيع رحمه الله سوء حفظه وتراجع ذاكرته، لم يجبه بأن يجدد ثقته بنفسه، ولم يطالبه بشحذ همته وموازنة طعامه، وإن كان في كل ذلك خير، إلا ذلك كله يبقى أمرا على غير شيء من الأهمية إذا قورن بالثقة بالله عز وجل، ولكن قال له العلم نور الله عز وجل ونوره لا يهدى لعاص وما كان هذا إلا لأن الشافعي نظر إلى كعب امرأة، فتشوش حفظه وضعفت ذاكرته، فقس نفسك به، وحفظك بحفظه وسيظهر لك سبب عدم قدرتنا على حفظ الصفحة من قراءة وحيدة.

أنشد الشافعي رحمه الله:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخــبـــرنــي بــأن العـلم نور *** ونـور الله لا يــهــدى لعــاص

غير العنوان إن شئت، “ثق بالله قبل أن تثق بنفسك أو بغيرك” واهتف في العلياء بصوتك الندي.. “إياك نعبد وإياك نستعين”، إياك نستعين بكل ماتحمله الكلمة من معنى، ولا تلتفت لسفاهاء الناس وغبائهم إذ يقولون ذاك زمان ولى ومضى وما من أحد قادر على ما قدروا، ولا تثبط نفسك فالله الذي أعطى أولئك لا زال حيا وهو الحي القيوم، ولا زال جوادا وهو الجواد الكريم.. ولا زال قادرا وهو القادر المقتدر العزيز الحكيم وهو كذلك سبحانه عز وجل دائما وأبدا.

17 تعليق»

  محمد الجرايحي wrote @

بارك الله فيك وأعزك أخى الكريم
أحسنت وأصبت…..

  أبو جود wrote @

أخي العزيز …كلمات جميلة صادقة

فعلاً أخي أن يستشعر الإنسان ضعفه لخاقه وأن الله لو أراد لما رد النفس الذي خرج من أنفه و أن كل حركة نقوم بها هي بإذن الله فهذا سيشعرنا بلا شك بالضعف أمام الخالق جل جلاله مما سيولد مزيدا من الطاعة التي ستكون سببا وبركة تظهر لامحال على أعمالنا

  Ezz Abdo wrote @

جزاكم الله خيرا اخي الكريم
يقول الله سبحانه : { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } النفس توسوس … فكيف تثق بها
النفس أمارة بالسوء { وما ابرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء }؟
الشيطان يوم القيامة … يصيح فى الناس ويقول لهم شيئا عجيبا { فلا تلومونى ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي … }؟
هل هذه هي النفس التى يدعوننا أن نثق بها ؟
منذ أكثر من 10 سنوات ابحث فى هذه الكتب .. عما تحاول ان تفرضه علينا .. ما وجدته أن غايتها أن نثق بها … ونترك الثقة بربنا
{ انا عند ظن عبدى بى فاليظن عبدى بى ما شاء } ونحن نحب ربنا ونثق به .. فماذا تقول عمن يقول لك ثق بنفسك .. ثق بنفسك .. ومن يقول لك هذا لا يعرف ربه أو هو أحد إثنين … إما من المغضوب عليهم .. أو من الضالين ؟ فمن هذا العقال أو المؤمن الذى يسير فى صراطهم ؟ وينسى الصراط المستقيم ؟ التى جاءت بعد إياك نعبد وإياك نستعين ؟
جزاكم الله خيرا أخي الكريم
واشكركم على موضوعكم الطيب .. ودعواتكم بالتوفيق فى توضيح منهج الإسلام فى الإنتصار بالثقة فى منهج الله رب العالمين .
وبارك الله فيكم
أخوكم
عز عبده

  نجاة wrote @

أتفق معك في أن الثقة بالله أولًا
وأقول أن التوازن في الأمور ضروري..
والحياة التي تفقد أهم عناصرها وتعتمد على أضعفها لن تصل لكمالها مهما سعت..

أما كتب تطوير الذات وملحقاتها.. ففيها -كأي شيء آخر- الحسن والسيء.. المفيد والضار وغير النافع..
القارئ هو الذي يجعلها كذلك بقرائته.. 🙂

  نجاة » صباح الخير wrote @

[…] لا تثق بنفسك، إن أردت النجاح « أقلام […]

  عمران عماري wrote @

+ محمد الجرايحي
جزاك الله خيرا، وأجاب دعاءك لي ولك ولجميع المسلمين.

+ أبو جود
من أعزه الله فلا مذل له، ومن يذلله فلا معز له، كذلك الامر بالثقة فيه والإتكال عليه.

+ عز
ماذا بعد ما أوردته من كلام رب العزة إلا التصديق، بورك قلمك أخي الكريم.

+ نجاة
صدقت أختي، جعلنا الله من يقرأ كتب القوم فيتبع أحسنها، واولئك هم المفلحون. جزاك الله خيرا

  الحسن wrote @

قال تعلى : ( و من يتق الله يجعل له مخرجًا * و يرزقه من حيث لا يحتسب ) ..

بوركت .. فقد كتبت و أبدعت في الطرح ! ..

كتب إدارة الذات أو الثقة بالنفس فيها أشياء حسنة و جيدة لكن لا تخلو من الأشياء الخاطئة .. لذلك إما أن تقرأها باحثًا عن ما فيها من الصواب .. و معلّقًا على ما فيها من الخطأ ..

أذكر أني مرة قرأت كتاب ” حياة من أجل الحب ” و فيه تقديم للبرمجة اللغوية العصبية .. وجدت الخطأ أكثر من الصواب .. و علّقت على هذه الأخطاء في حاشية الصفحة بوضع رمز * عند الخطأ .. و كتابته آخر الصفحة ..

رحم الله الإمام الشافعي و غفر الله لك

  عمران عماري wrote @

لفتة جيدة أخي الحسن، لأن سواد الناس لا يفكر في وضع النجمة * بجانب ما يبدو له خطأ في الكتاب، وإنما يعود لما لديه من مبادئ فيضع عليها نجمة لأنها تنافي ما في هذا الكتاب.

  خادمة الإسلام wrote @

جزاكم الله كل خير

موضوع جدا قيم

  غَسَق wrote @

بالنسبة لتلك الكتب فقدت الأمل في بعضها
تجد عبارة ” أكثر الكتب مبيعاً ” وعندما تقرأه تتسأئل لماذا ؟

الشافعي رحمه الله
تلك نظرة أساءت لحفظه !
ماذا عنا ؟
بالفعل نور الله لا يهدى لعاصي

بوركت أخي

  nabila wrote @

جزاك الله أخي على المجهودات التي تقوم بها من أجل إفادتنا

  ••«§»([ حــامــد])«§»•• wrote @

جزاك الله خيراً

ولنا ان ناخذ مما نستفيده من تلك الكتب ، ونترك الجانب الغير مفيد ، فكل يؤخذ من قوله ويرد

والحكمة ضالة المؤمن

ولكن كتبت فاصبت كثيراً

  الغريد wrote @

يعطيكم الف عافية موضوع هام وشيق للغاية وقد اصبتم فيه كبد الحقيقه فالله در العظماء الذين يساعدون الناس ويرشدوهم لاتباع الطرق الصحيحه بالحياة
مشكورين ولكم كل الاحترام والتقدير ونرجوا المزيد

  نجاة wrote @

“ثق بالله قبل أن تثق بنفسك أو بغيرك” واهتف في العلياء بصوتك الندي.. “إياك نعبد وإياك نستعين”، إياك نستعين بكل ماتحمله الكلمة من معنى، ولا تلتفت لسفاهاء الناس وغبائهم إذ يقولون ذاك زمان ولى ومضى وما من أحد قادر على ما قدروا، ولا تثبط نفسك فالله الذي أعطى أولئك لا زال حيا وهو الحي القيوم، ولا زال جوادا وهو الجواد الكريم.. ولا زال قادرا وهو القادر المقتدر العزيز الحكيم وهو كذلك سبحانه عز وجل دائما وأبدا.”

،،،

أعود اليوم لأقول لك.. قلت دررًا..!
شكرًا لك…

تقبّل أجمل التحايا!

  عماد المصري wrote @

جزاك الله خير علي هذة المعلومات القيمة والله تاريخنا مليئ بكل هذه الامثله الجديرة بالدراسة والاحترام ولذلك ابعث بكل الشكر والتقدير للدكتور عائض القرني لا نه من اكثر ما كتب في هذا المجال مستعينا بتاريخنا الاسلامي. 

  رفقة wrote @

بالفعل يا اخواني انا اوافق تماما ما كتب تستمد الثقة بالنفس من الثقة بالخالق شكرا لك يا اخي .

  raafat wrote @

بارك الله فيكم يااخوتي وجزاكم خيرا على هذه المعلومات


اترك رداً على نجاة إلغاء الرد